Dana's Info

قال الامام ابن حزم الاندلسي :" أما كلام الشيطان على لسان المصروع، فهذا من مخاريق العزامين (يعني بهم الراقون الذين يستعملون العزائم و هي الرقى).  ولا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز. و نحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام، فكيف صار لسانه لسان الشيطان؟ إن هذا لتخليط ما شئت.  و إنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها، كما قال تعالى {يُوَسْوِسُ في صدور الناس} و كما قال تعالى {إلا إذا تَمَنَّى ألقى الشيطان في أُمْنِيَّتِهِ}. فهذا هو فعل الشيطان فقط..  و أما أن يتكلم على لسان أحد، فحِمقٌ عتيقٌ و جُنونٌ ظاهرٌ. فنعود بالله من الخذلان و التصديق بالخرافات." يتم الإستناد على أحاديث ضعيفة أو آيات قرآنية مغلوطٌ فهمها من قِبل الزاعمين بقدرة الجن على تلبس الانسان, لذلك لن يتم ذكر الأحاديث الضعيفة وستتم مناقشة الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة فقط. - الدليل الأول: "   وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  ( 200 )  إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُ...

التقدم العلمي الكبير في نهاية القرن الماضي في العالم الغربي اسهم كثيرا في انحسار الاعتقاد الذي كان سائدًا هناك بتلبس الشيطان للانسان  وانحصر هذا الاعتقاد في الكنيسة واتباعها قلة في المجتمع.  بالمقابل استمر هذا الاعتقاد في دول العالم الثالث ليومنا هذا نسبة لتعمق التأثير الديني والتراث الاجتماعي والثقافي ولعدم مواكبة النهضة  العلمية وضعف التثقيف العلمي والطبي. فالمعالجين  ليس لديهم وسائل تشخيص محددة ولا يتبعون التفاسير العلمية. ولكن  نقر بأن  اصبح هناك وعي في الوقت الحالي من بعض افراد المجتمع اتجاه هذه الأمور لكنهم قلة مقارنة بالأغلبية العظمى التي تقر بأن الشياطين تتلبس الانس. الوصف الشائع للمتلبس بالجن هو انه شخص غريب الاطوار تبدو عليه تشوهات او التوائات جسدية وقد يتفوه بكلمات غريبة او يتحدث بلغة اجنبية  وتخيفه الرموز الدينية, و تبدر منه حركات غريبة وتشنج وكلامًا مبهمًا ونوبات اغماء. أو  يشتكي من اضطرابات نفسية تلعب العاطفة فيها دورًا بارزًا مثل الحزن والقلق او الغضب والمخاوف الشديدة وفقدان الشهية للاكل او الجنس. هنا سوف نذكر  أشهر ا...

مالمقصود بمس الانسان للشيطان وماهو المس ؟ لان انكاره او اثباته متعلق بتعريفه وبيانه. فقد اختلف العلماء في مسألة مس الشيطان للانسان, وذهب فريق منهم للقول بأن مس الشيطان هو القدرة على التعذيب النفسي بالوسوسة في صدر  الانسان, وبذلك يجب على كل مسلم ان يؤمن بمشروعية مس الشيطان لبني آدم. وفريق منهم ذهب الى زعم ان مس الشيطان هو القدرة على السيطرة على جسم الانسان بحيث يفقد الانسان ارادته, ويتكلم الشيطان على لسانه  ويأمر جسده بفعل الفواحش والجرائم وعقل الانسان يكون مقيداً مأسورًا لايقدر على شيء في جسده, ويوافق على الخروج بشرط...الخ بينما المصطلح المناسب للحالة الثانية هو التلبس حيث هناك فرق في اللغة بين المس والتلبس. المس في اللغة يأخذ عدة معاني، منها مسك الشيء باليد، ومنها “الحاجة الماسة” المهمة، ومنها معنى المس العقلي أي الجنون,  أو اللمس وهو الملامسة ويقوم به طرفين وقد تعني الجماع ( أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ )  أما التلبس فهو فعل اللبس, أي الدخول في الجسد وتلبسها. وليس هناك ذكر للتلبس في القرآن أو السنة. الخلط بين المس والتلبس أدى إلى فهم خاطئ لبعض الأدلة الت...