Pre-Adamic man | البشر قبل آدم



قبل 12 عام تقريبا انتهى العلماء من تحليل الأصل الوراثي لكافة الأعراق البشرية فاتضح عودتها الى (رجل واحد) عاش في أفريقيا قبل ستين ألف عام (حسب موقع مجلة الجغرافية العالمية National geographic)
وهذه النتيجة تتفق مع فكرة الاديان السماوية (حول تناسل البشر من أصل واحد) ولا تتعارض مع الرأي الحالي حول تعدد الأجناس والأعراق البشرية.

لكن علماء الأحافير يعتقدون أن هناك أجناسا بشرية كثيرة ظهرت قبل الإنسان الحالي - قبل أن تنقرض تماما..
 فقبل مئة الف عام مثلا كان هناك انسان اريكتس\homo erectus الذي وجدت آثاره في اندونيسيا والصين



  و إنسان النندرتالز (نسبة الى وادي النياندرتال في المانيا حيث اكتشف لاول مرة في القرن التاسع عشر) في اوربا وفلسطين
وهو جنس بشري انقرض حاليا ولايمت بصلة لأي من الشعوب الموجودة اليوم. 
وقد تأكد العلماء من حقيقة وجوده من خلال عظامه المكتشفة في مواقع كثيرة في أوربا والشرق الأوسط.. ومن خلال هذه العظام تم التأكد من اختلاف جيناته الوراثية عن جينات الانسان الحديث وانفصالها عنه تماما.. 
أضف لهذا ان كهوف جبل الكرمل (في ضواحي الناصرة في فلسطين) تضم مقابر مختلطة لكلا النوعين لم يكتشف بينها أي هجين أو سلالة مشتركة (واختفاء الهجين يعد لوحده دليلا على انفصال النوعين واستقلالهما التام)
حيث ان مرت فترات عاش فيها جنسان بشريان أو ثلاثة في نفس المنطقة بدون أن ينتج عنهما جنس هجين كدليل قوي على اختلافهم التام (فالإنسان الحالي عاش مع انسان النندرتالز فترة مشتركة تقدر ب 30 ألف عام قبل أن يختفي الأخير منذ 25 ألف عام فقط


ومن خلال فحص البقايا العظمية لإنسان النندرتالز اتضح انه كان إنسانا متحضرا يتمتع بالصفات الكاملة قبل ظهورنا بفترة طويلة؛ فأدمغتهم مثلا تساوي ادمغتنا في السعة والحجم، وعظمة اللهاة لديهم تشير الى قدرتهم على الكلام، وطريقتهم في دفن الموتى تثبت امتلاكهم اعتقادات وتشريعات لا تتوفر لغير الانسان.. ولسبب غير مفهوم انقرض انسان النندرتالز بعد ان استمر وجوده على الارض لمليون ونصف المليون عام. 

واخيرا الإنسان الحديث (الهوموسبين) الذي عاش في افريقيا والشرق الأوسط - ومازال موجودا حتى اليوم..



علماء الانسانيات مقتنعون اليوم بأن الانسان الحديث (او الهوموسبين) ظهر فجأة في افريقيا منذ 450 الف عام. 
وكونه ظهر فجأة فهذا اكتشاف بحد ذاته يكذب مبدأ التطور لداروين ويتوافق مع النص القرآني في نزول الانسان جاهزا في احسن تقويم ..
بعد اكتشاف انسان النيندارتال كان واضحا اختلافه عنا من حيث العظام السميكة وحاجبي العينين البارزين والجباه المائلة والأنوف الضخمة والقصر النسبي وعدم امتلاكهم عظمة الذقن (التي تميز الانسان الحديث) .. وهذه الصفات (التي بدت بدائية لعلماء الأحافير في أوربا) جعلت المتحمسين للدارونية يعتقدون أنهم اكتشفوا الحلقة المفقودة بين الانسان والقرد. 
لكن مثل ما ذُكر أعلاه أن الدراسات لاحقا اثبتت انه انسان مشابه للانسان الحديث.

أما من وجهة نظر إسلامية فما من شك أن الأرض كانت مهيأة وعامرة بالحياة قبل نزول آدم عليه السلام.. وحين أخبر الله ملائكته بأنني {جاعل في الأرض خليفة} قالوا عن سابق تجربة {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.
وقال بعض العلماء: «كان قبل الجن بشر من لحم ودم واستدلوا على ذلك بلفظ {يسفك الدماء}؛ كما استدلوا على تكرار الحياة وظهور البشر بقوله تعالى {كما بدأنا أول خلق نعيده}..
 وقال المسعودي «ان الله سبحانه خلق في الأرض قبل آدم ثمان وعشرين أمة على خِلق مختلفة»..
 أما الدكتور عبد الصبور شاهين فيفرق في كتابه «أبينا آدم» بين كلمتي بشر وإنسان ويستشهد بآيات كثيرة تثبت ان (البشر) لفظ عام اطلق على كل مخلوق عاقل سار على قدمين منذ خلق الأرض. أما الإنسان فلفظ خاص ببني آدم الذين كلفهم الله بالعبادة وبدأوا بظهور آدم عليه السلام - وبناء عليه يرى أن آدم عليه السلام (أبو الإنسان) وليس (أبو البشر) ممن بادوا قبل نزوله..
ومن مؤكد اننا من سلالة آدم المكلفين بالعبادة والتوحيد .. وهذه الحقيقة "الآدمية" لا تتعارض (مالم تكن تؤيد) الرواية القرآنية بخصوص ظهور سلالات بشرية قبلنا

_
سنابات مفيدة للؤي الشريف عن فرضية وجود بشر بناء على التقويم العبري والحضارات القديمة

المراجع:
- https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%B1%D8%AA%D8%A7%D9%84
- http://www.alriyadh.com/450871
- http://www.alriyadh.com/176394
- http://news.nationalgeographic.com/news/2005/06/0624_050624_spencerwells.html
- https://www.youtube.com/watch?v=SyQ3m3HSwyk

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المخلِّصُون الستة عشر

"من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج".

ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتا