غطاء الوجه .. عادة متوارثة أم عبادة 1-3
في هذا البحث بيان لتاريخ الحجاب في الحضارات القديمة وشرعيته الدينية
وأدلة على عدم وجوب تغطية الوجه في الإسلام متضمنة تفسير الآيات القرآنية المستشهد بها, وسرد لأحاديث تثبت حجتي.
بحثي أطرحه لا أفرضه, ونبقى متحابين
خذ ما يُقنع عقلك, واترك الباقي يتبخر.. إن اصبت فَ لي أجران وأن اخطأت فً لي اجر.
وتذكر باركك الله ان الموضوع المطروح مسألة خلافية, والأخذ بأحد الرأيين لايحق بنعت الطرف الآخر بالكفر والفجور.
وأدلة على عدم وجوب تغطية الوجه في الإسلام متضمنة تفسير الآيات القرآنية المستشهد بها, وسرد لأحاديث تثبت حجتي.
بحثي أطرحه لا أفرضه, ونبقى متحابين
خذ ما يُقنع عقلك, واترك الباقي يتبخر.. إن اصبت فَ لي أجران وأن اخطأت فً لي اجر.
وتذكر باركك الله ان الموضوع المطروح مسألة خلافية, والأخذ بأحد الرأيين لايحق بنعت الطرف الآخر بالكفر والفجور.
تاريخ الحجاب في الحضارات القديمة وشرعيته الدينية
ان الخطاب القرآني تطرق لأمور كثيرة في شؤون حياتنا اليومية والحجاب لا ينفصل عن مجمل ذلك الخطاب في شيء
فالخطاب القرآني يسعى الى تغيير واقع المرأة في الجزيرة العربية عند نزوله والانتقال بها من وضع متردٍ الى وضع افضل
فوضع قرآنا ثابتا في نصه متطور في معناه ليتوافق مع المستجدات التي تطرأ على الحياة الاجتماعية وحسب وضع كل مجتمع وتفاعله
ولكن ظهر في مجتمعاتنا الاسلامية وتحديدا في العقودالأخيرة نساء يرتدين قطعاً من الأقمشة السوداء يسمينه حجاياً إسلامياً!
فتجدهن يغطين اجسادهن بجلباب ووجوههن بحجاب وايديهن بقفاز وارجلهن بجراب فتظهر في المحصله كتلة بشرية مغطاة بالاقمشة!!
والأغرب , اتخاذ اللون الأسود شعار لذلك الحجاب الذي لم ينزل الله به من سلطان ! بل ولم نجده في عاداتنا وتقاليدنا !!
فنساء قبائل الحجاز وعسير والمناطق الشمالية (كما أظهرت عدة وثائق للمستشرقين ) لم يرتدين هذا السواد إطلاقاً
لذلك وجدنا ضرورة عرض الحجاب الحالي على كتاب الله والذي يدعون أنه إسلامياً لنرى هل ذكرت العباءة السوداء أو غطاء الوجه؟
لقد تعرض التنزيل الحكيم للباس المرأة في آيات ثلاث (فقط) وبثلاثة مفردات مختلفة هي:
(حجاب, جلباب,خمار) على النحو التالي:
الآية الاولى وردت فيها مفردة (حجاب) والخطاب هنا موجه لامهات المؤمنين في عهد رسول الله أي زوجاته وتشمل توجيهات خاصة وآداب عامة
وتشمل ١) الإستئذان لدخول بيت النبي ٢) أداب الدعوة الى الطعام ٣) عدم الدخول لأماكن وجود نساء النبي في البيوت ومحادثتهن من وراء حجاب أو (ستار)
٤)حرمة زواج المؤمنين بنساء النبي لأنهن بمثابة أمهاتهن
ولأن القرآن عربي وميسر نستطيع استقراء أنه لا توجد اشارة تلميح او تصريح الي النساء عامة
قال الطاهر بن عاشور في هذه الآية هو حجاب خاص بهن لا يجب على غيرهن، وكان المسلمون يقتدون بأمهات المؤمنين ورعا وهم متفاوتون في ذلك على حسب العادات.
وهذا يؤكده الغاية المنوه عنها بقوله تبارك وتعالى: "يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معرفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) فالآية تبين أنهن لسن كغيرهن من النساء في الفضل وفي الأحكام وأن الغاية تطهير أهل بيته عليه السلام وهم طاهرون.
وكون الحجاب خاص بأمهات المؤمنين هو ما فهمه كبار الصحابة، كما جاء في الصحيحين، في قصة زواجه من صفية حين قال الناس "إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه" متفق عليه.
ويؤكد خصوصية "الحجاب" بأمهات المؤمنين أن الإذن لنساء النبي في "الجهاد" كان قبل الحجاب ثم منعن بعده كما جاء في الصحيحين من حديث أنس: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما.
وكان هذا في معركة "أحد" قبل الحجاب. أما بعد نزول آية "الحجاب" فلم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه بالجهاد.
فعن عائشة رضي الله عنه قالت: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال: جهادكن الحج، بينما استمر جهاد باقي النساء. ويؤيد ذلك ما جاء في صحيح "مسلم" عن أنس: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجراً، فقال لها الرسول: ما هذا الخنجر؟ قالت: اتخذته إن دنا مني أحد المشركين بقرت به بطنه..!
الآية الثانية هي آية (الجلباب) والخطاب هنا موجهه لأزواج النبي وبناته ونساء المؤمنين بأن "يدنين" عليهن من "جلابيبهن" ..
الإدناء من الدنو(ثم دنا فتدلى) الاقتراب دون الالتصاق وذلك ل(يعرفن)كمحتشمات فلا يؤذين والعبرة أنه على النساء إرتداء مايدفع عنهن الضرر الاجتماعي
فالجلباب مفردة أصلها فعل “جلب” وهذا الفعل في معاجم اللغة له أصلان أحدهما (الجلب) أي الاتيان بالشيء من موضع إلى موضع
والآخر جالب الشيء فغطاه
والجلبة: قشرة الدم المتخثر التي تغطي الجرح لتحميه
فالجلباب هو اللباس الذي يحمي من البرد أو من الإبتذال الإجتماعي
والجلباب ليست تشريعاً مطلقاً بل خيار وقتي ومتغير يجب أن يتفق مع تغير الظروف الطبيعية والظواهر الإجتماعية من زمن لآخر ومن بلد لآخر ..
لذلك قال تعالى يدنين (من) جلابيبهن وحرف الجر “من” للتقريب باستعمال “الإدناء” في حال وجد السبب الذي يؤدي الى الأيذاء
وبما أن هذه الآية للتعليم لا للتشريع فعلى المرأة المؤمنة تعليماً لا تشريعاً أن تغطي من جسدها الأجزاء التي إذا ظهرت منه سببت لها الأذى.
فإن نساء الجاهلية كن يكشفن الصدور والنحور والسيقان تبرجًا فأمرهن القرآن بستر ذلك إشعارًا بما تمسّكن به من صون الاسلام وطهارته, وحتى يعرفن لا يؤذين بسوء القول والإشارات الفاجرة من أوباش الرجال, وهو ماتنص عليه الآية في آخرها
ويقول الشيخ الغامدي في هذه الآية
أما الجلباب: فهو ما يغطي بدن المرأة مما يوضع على رأسها ويتدلى جانباه وينسدل سائره على كتفيها وظهرها إلى أسفلها عند الخروج، وهو واجب كذلك على عامة نساء المؤمنين
الآية الثالثة تتعلق بالخمار والزينة وهي موجهة لعموم المؤمنات وتحتاج لإستقرائها قلم رصاص وثلاثة أكواب من القهوة السوداء
تنص الاية على التعليمات التالية:
غض البصر، حفظ الفرج، عدم اظهار الزينة إلا ما ظهر منها, أن يضربن بالخمار على الجيوب
يتضح من مفردة(ولا يبدين)أن هناك أمر مخفي بطبيعته ولا يجب ابداؤه حيث أن الإبداء لا يكون إلا لشيء مخفي أصلاً وليس ظاهر
لذلك قال تعالى (إِلا ما ظهر منها) أي أن هناك زينة ظاهرة بشكل طبيعي وهي “ما ظهر” من الزينة بالخلقة وزينة أخرى مخفية، وزينة تجميلية مضافة
ولقد اختلف المفسرون في قوله تعالي " إلا ماظهر منها " فحمل بعضهم ذلك على الثياب الظاهرة وهو ماذهب إليه عبدالله بن مسعود من أصحاب النبي ومنهم من حمل على الكحل والخاتم وهو مذهب عبدالله بن عباس من اصحاب النبي أيضَا. وذهب جمهور من العلماء منهم مالك وأبو حنيفة إلى أن المراد بذلك هو الوجه والكفان لأنهما ليسا بعورة تحجب عن النظر. ولله هذا القرآن العظيم في ابهامه ماظهر من الزينة دون أن يعيّن مواقعه من ذات المرأة اعتبارا منه لأعراف الناس في ذلك بتطور الحياة.
ونفند مفهومنا للآية على النحو التالي:
١. على المرأة أن لا تبدي الزينة المخفية ولا الزينة المضافة(كأن تتزين بأدوات التجميل)إلا الزينة الظاهرة
ونرى أن الزينة الخلقية الظاهرة هي الوجه واليدين والقدمين والجسد الظاهر أو التكوين البنيوي الذي يظهر من على الملابس
٢) تستطيع المرأة أبداء الزينة الخلقية الظاهرة + الزينة المضافة (كالماكياج والحلي واللباس وغيرها) أمام محارمها الذين ذكروا في الآية تباعاً
٣) ذكرت الزينة الخلقية "المخفية" في آخر الآية وهي (الصدر والنهدين والفرج والإليتين وما حول ذلك) من مفاتن المرأة
من البديهي في كل المجتمعات أن تكون هذه الزينة للزوج فقط وقد تنكشف زينتها الداخلية بلا قصد منها إذا ضربت في الأرض أي عملت في مهنة شاقة أو سفر
ومفهوم الضرب فى الأرض أي العمل الذي يتطلب جهد بدني عالي هي استعارة لفظية موجود في كثير من المواضع في كتاب الله
لذلك نهى التنزيل الحكيم المرأة من الأعمال الشاقة التي تتطلب مشقة بدنية حفاظا عليها، ولا علاقة للخلخال في الآية التي تفتقت بها مخيلة فقهاؤنا
نأتي لقوله تعالى(وليضربن بخمرهن على جيوبهن) نفهمم من السياق أن الله يأمر بخمر (أي تغطية) الجسد بإستثناء الزينة الخلقية (الظاهرة) بالضرورة
فالخمار ليس غطاء الوجه فلم ياتي الامر منه تعالى بضرب الخمر على الوجوه بل على الجيوب ,
والخمار في اللغة العربية هو غطاء الراس وليس غطاء الراس والوجه والادلة على ذلك هي الحديث "لا يقبل الله صلاة حائض الا بخمار" صححه احمد شاكر والالباني يفهم منه ان الخمار هو غطاء الرأس وليس غطاء الرأس والوجه معا لان المراة متطلب منها ان تظهر وجهها في الصلاة .
ثبت في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم سمى او اطلق على عمامة الرجل خمار مع ان العمامة لا تغطي الوجه .
ايضا ورد ذكر خمار الرجل بهذا المعنى في معجم المعاني
وفي "المعجم الوسيط" – تأليف لجنة من العلماء تحت إشراف" مجمع اللغة العربية" – ما نصه:
" الخمار: كل ما ستر ومنه خمار المرأة، وهو ثوب تغطي به رأسها، ومنه العمامة، لان الرجل يغطي بها رأسه، ويديرها تحت الحنك".
ومن اللغويين: الراغب الأصبهاني قال في كتابه الفريد" المفردات في غريب القرآن"
"الخمر، أصل الخمر: ستر الشيء ويقال لما يستتر به: (خمار) لكن (الخمار) صار في التعارف اسما ًلما تغطي به المرأة رأسها،
وجمعه (خُمُر) قال تعالى: { وليضربن بخمرهن على جيوبهن}وابن منظور والفيروزأبادي وجماعة من العلماء المؤلفين
ل" المعجم الوسيط"- كما تقدم- مع نص قولهم الصريح في أنه غطاء الرأس.
عندما يقول الله تعالى " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " فهم منه كثير من الفقهاء ان وجه المراة ليس عورة لوجود امرين
الاول ان الامر في هذه الاية الكريمة جاء بضرب الخمر على الجيوب لا على الوجوه .
وثانيا لأن الاخمار هو غطاء الرأس بناء على الفهم من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم .
نعلم ان علماء الحنابلة يفسرون الخمار على انه غطاء الرأس والوجه معا لكن الجمهور اي جمهور العلماء رايهم اقوى وادلتهم اقوى بناء على الادلة من احاديث التي يفهم منها ان الخمار هو غطاء الرأس .
ايضا يؤكد الشيخ الغامدي ان الخمار: هو ما يُغطى به رأس المرأة وعنقها وفتحة قميصها وهو واجب على عامة نساء المؤمنين فالآية صريحة في إيجابه على عامة النساء.
والضرب: هو الوضع الممكن، والجيب: هو فتحة القميص مما يلي الرقبة. والمعنى ليشددن وضع الخمر على الجيوب، حتى لا يظهر شيء من بشرة العنق أو النحر والصدر وقوله تعالى (إلا ما ظهر منها) يعني الوجه والكفين كما قال به جمهور الأئمة من الفقهاء والمفسرين.
أما الآيات الأخرى في السلوك والتى درج الفقهاء والمتزمتون على ترديدها كالخضوع في القول وان يقرن في البيت فوصايا لنساء النبي فقط.
حيث تبدأ التعليمات في آية٢٨من سورة الأحزاب بقوله (قل لأزواجك) ولم يذكر فيها نساء المؤمنين كالآيات التي ذكرناها سابقاً
ويؤكد ذلك الآية التاليه(٣٠)حيث يوجه الخطاب مجددا لنساء النبي فقط دون الإشارة لنساء المؤمنين ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ)
ذلك لأن هذه التعليمات (وقتية) والمقصود منها نساء النبي فقط حيث يختلفن عن غيرهن من النساء ويؤكد هذا القول الآية(٣٢)
نرى أن الله لم يأمر بتغطية الوجه بقطعة سوداء كما نرى اليوم وإنما هي تعليمات للنساء ليتأدبن بها فبدأت الآية بقوله تعالى
بالتالي لم يأت القرآن بجديد في حجاب المرأة (غطاء الرأس/The Veil) عن الملل السماوية الأخرى ولا حتى عن الثقافات القديمة. ويظهر أن الحجاب الذي نقرره على المرأة كركن من أركان الاسلام, سواءّ في مكثها في البيت او بوضع النقاب على وجهها ليس من المسائل التي يسهل اثباتها في الاسلام. ولو كان عاملا واضحا أيّده النبي, لما أمكن أأمة الاسلام الاختلاف فيه.
فغطاء الرأس في الملل السماوية ( اليهودية والنصراية ) يلاحظ وبشكل بارز الى يومنا هذا في الدور والكنائس والمعابد
إن لغطاء الرأس تاريخ قديم في الحضارات الإنسانية كالحضارة الفرعونية والآشورية بل فرضت عقوبات عند الآشوريون ضد النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب
كما وجد غطاءالرأس عند كثير من الشعوب القديمة(الإغريق والرومان)ولم يقتصر لبسها على الدافع الديني بل كان إرثاً ثقافيا ً
نكمل في الجزء الثاني كيف أتت ثقافة غطاء الوجه وكيف وجدت في الشعر الجاهلي وكيف أن الإسلام كره تغطية الوجه وليس العكس
مصادر
http://www.karakalpak.com/kiymeshek04.html#t
http://www.bible-researcher.com/headcoverings3.html
http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/09/96840.html
http://louistm.blogspot.com/2015/06/blog-post_22.html
http://ahkam667.blogspot.com/2014/01/blog-post_7179.html
الطاهر الحداد - امرأتنا في الشريعة والمجتمع
تعليقات
إرسال تعليق