خرافة قراءة الطالع والأبراج



للإنسانية خرافات تجارية يروّج لها اصحاب الإنتفاع بها, حتى يعتادها الناس ويدمنوا عليها, ويكفوا عن السؤال حول صحتها ومشروعيتها, ثم تصير مع استقراراها في الاذهان واحده من اللطائف التي تحلو بها حياة الناس. 
ومن اشهر هذه الخرافات واكثرها انتشارا خرافة: قراءة الطالع
تقوم خرافة الطالع على فكرتين اساسيتين: الاولى هي فكرة موروثة من الازمنة السحيقة, إذ قام الفلكيون القدماء برسم خطوط وهمية تصل بين نجوم السماء, لإيجاد شكل افتراضي يجمع بين النقاط المتجاورة التي نسميها نجوما او كواكب لم يكن القدماء يفرقون بيت النجم والكوكب
من قبل ان يعرفوا الحقيقة العلمية التي اكدتها الدراسات الفلكية المعاصرة, وهي ان بعض النجوم التي لانزال نراها في السماء
اختفت منذ زمن طويل, وان ضوءها يستغرق مئات السنين حتى يصل الينا!
المهم ان هذه الخطوط الافتراضيه اعطت اشكالا متخيله تجمع بين مجموعة نجوم مثل القوس الذي كان قديما يسمى الرامي او مجموعة الاسد 
وعلى هذا المنوال تم تخيل بقية المجموعات التي تحمل اسماء الابراج الشهيره: العقرب, السرطان, الجدي..الخ
وكانت هذه المجموعات النجمية, قديما, 48, ثم اشتهر منها في وعينا المعاصر 12.

والفكرة الاخرى التي تقوم عليها خرافة الطالع, هي افتراض ان شهور السنة الشمسية تمثل دائرة افتراضية تحيط بها دائرة اكبر افتراضية أيضا
تضم فلك البروج ال12, وقد ساد الاعتقاد منذ زمن البابليين ان البرج الفلكي الذي يعلو افتراضيا فوقنا, يؤثر فينا بشكل سحري نظرا لارتباط الدائرتين
وبالتالي يمكننا ان نعرف مستقبل المواليد برصد الابراج المرتبطه بها, او التي تعلوها!
ومن هنا سمي البرج برجا, لانه يقوم عاليا فوق الارض. وقد كان للبابلين اصلا, مدينة تشبه البرج, لانها عالية ومتعددة الطوابق.

البابليين ايام مجدهم قاموا بسبي شعوب المنطقه لسنوات, وكان اليهود من ضمن الذين تعرضوا للسبي, ومن هنا فإن فكرة البرج الفلكي لم تكن غريبة على ذهن اهل بابل ثم اخذت منهم شعوب المنطقه فكرة الابراج الفلكية .
الابراج في الواقع ماهي الا ظنون واوهام وتخاريف وذلك لسببين رئيسيين, الاو منهما ان حساب الايام والسنين التي نعرفها تغير عدة مرات!
تم اسقاط ايام من الزمان على عهد يوليوس قيصر وبعده باكثر من الف عام البابا جريجروس اسقط عشرة ايام كاملة من حياة الناس فيما يعرف بالاصلاح الجريجوري للتاريخ.
(غير نظرية الشبح اللي تقول ان زمنا زايد عليه 300 سنة) وامثلة كثيرة, ومايعنينا هنا الان ان الدائرة التي تضم الزمان الذي اخترعناه لتنظيم حياتنا تحركت الى الوراء فلم يعد فوقها من الابراج مرتبطا بها

والسبب الاخر الداحض لخرافة الابراج وقراءة الطالع, هو سبب علمي بحت, فالمعروف اليوم ان حركة الفلك عموما تتقدم بمقدار درجة واحده للامام كل 71سنه
والدرجة الفلكيه تساوي يوم من ايام الناس, وبالتالي فقد تحركت الدائرة الكبرى فلك البروج خلال ال1400 سنه الاخيره بمقدار 20 يوم 
وتحركت دائرة الايام والشهور بمقدار اسبوعين نحو الوراء !
إذن لا ارتباط حاليا بين الدائرتين, إذ ان مواليد هذا البرج او ذاك, يقعون في حقيقة الامر تحت البرج الذي قبله,, وبالتالي
فلا معنى لاستطلاع الغيب او الصفات, الخرافة اليوم صارت تجارة للمتلاعبين بالعقول..

للمزيد من المعلومات عن الابراج والتنجيم من جهة مختلفة اطلعوا على هذا الpdf المأخوذ من مدونة الكاتب والباحث سلطان الموسى هنا
وأدرجت مقطع فديو يتحدث فيه مدرس علم التنجيم عن بداية هذا العلم

النص اعلاه من كتاب كلمات للكاتب والباحث والفيلسوف المصري يوسف محمد أحمد طه زيدان

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المخلِّصُون الستة عشر

"من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج".

ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتا