جنة آدم في الأرض وليست في السماء
هناك خلاف علمي عن الجنتين (الجنة الموعودين فيها و جنة آدم وحواء)
ولا يوجد نصوص شرعية تفيد بشكل صريح أن الجنة التي أسكن الله فيها آدم هي نفسها جنة الفردوس, بل إن النصوص الشرعية تدعم أصحاب الرأي الذي يقول ان جنة آدم ليست في السماء وإنما في الأرض أي ان آدم كان في الأرض منذ بداية الخلق.
أما قول الله لآدم وحواء "اهبطوا منها"(1) فلا يعني بالضرورة أن يكون المعنى النزول من السماء إلى الأرض, فالله سبحانه وتعالى استخدم نفس الكلمة في موضع آخر إذ قال "اهبطوا مِصرًا فإن لكم ما سألتم"(2) أي اذهبوا, وكذلك قول الله "يانوح اهبط بسلام منا"(3)
[قالوا: وذكر الهبوط لا يدل على النزول من السماء, قال تعالى :( وإن منها لما يهبط من خشية الله)
قالوا: ولايلزم من هذا انهم كانوا في السماء كما قال:( وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض فإذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا) ومعلوم انهم كانوا فيها ولم يكونوا في السماء] (4)
أما استخدام الله للفظ الجنة فهو وارد في القرآن وبمواضع كثيرة كقصة الذي "ودَخَلَ جنّتهُ وهو ظالمٌ لنفسه"(5) فالمصطلحات القرآنية مثل (الهبوط - الجنة) لا تعني بالضرورة أن آدم كان في الجنة التي أعدها الله للمتقين يوم القيامة, وإنما جائز أن تكون الجنة في الأرض نفسها والتي قال الله عنها منذ البداية أنه سيجعل فيها خليفة وقال عنها أيضًا "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى"(6) وأيضًا قال "والله أنبتكم من الأرض نباتًا"(7)
أما غير ذلك من الدلائل العقلية ان ابليس استطاع أن يدخل الجنة ليوسوس لآدم بعدما طرده الله منها وحرّمها عليه من قبل حين رفض أن يسجد "قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين"(8) لذلك دخوله مرة ثانية يعني أنه اخترق امرًا إلهيّا إذا افترضنا ان آدم كان في الجنة الآخرة عندما وسوس له.
الأمر الآخر أن إبليس استطاع ان يوسوس لآدم بأمور دنيوية لاتليق بمن سكن الجنة, فمن يدخل الجنة لن يكون لديه احتياجات مثل البحث عن المال والخلود, بينما آدم أكل من الشجرة لأنه صدّق ابليس في البحث عن العمر المديد والمال حين قال له "هل أدلّك على شجرة الخُلد ومُلكٍ لايبلى"(9) وأيضًا قول ابليس لهما "مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين"(10)
رغم ذلك تبقى مسألة جنة آدم محطّاً للخلاف والنقاش بين العلماء.. والله تعالى اعلم
________________________
(1) سورة البقرة آية 38
(2) سورة البقرة آية 61
(3) سورة هود آية 48
(4) كتاب قصص الانبياء
(5) سورة الكهف آية 35
(6) سورة طه آية 55
(7) سورة نوح آية 17
(8) سورة الأعراف آية 13
(9) سورة طه آية 120
(10) سورة الأعراف آية 20
المراجع:
كتاب أٌقومُ قيلا - سلطان الموسى
كتاب قصص الأنبياء - أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي
ولا يوجد نصوص شرعية تفيد بشكل صريح أن الجنة التي أسكن الله فيها آدم هي نفسها جنة الفردوس, بل إن النصوص الشرعية تدعم أصحاب الرأي الذي يقول ان جنة آدم ليست في السماء وإنما في الأرض أي ان آدم كان في الأرض منذ بداية الخلق.
أما قول الله لآدم وحواء "اهبطوا منها"(1) فلا يعني بالضرورة أن يكون المعنى النزول من السماء إلى الأرض, فالله سبحانه وتعالى استخدم نفس الكلمة في موضع آخر إذ قال "اهبطوا مِصرًا فإن لكم ما سألتم"(2) أي اذهبوا, وكذلك قول الله "يانوح اهبط بسلام منا"(3)
[قالوا: وذكر الهبوط لا يدل على النزول من السماء, قال تعالى :( وإن منها لما يهبط من خشية الله)
قالوا: ولايلزم من هذا انهم كانوا في السماء كما قال:( وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض فإذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا) ومعلوم انهم كانوا فيها ولم يكونوا في السماء] (4)
أما استخدام الله للفظ الجنة فهو وارد في القرآن وبمواضع كثيرة كقصة الذي "ودَخَلَ جنّتهُ وهو ظالمٌ لنفسه"(5) فالمصطلحات القرآنية مثل (الهبوط - الجنة) لا تعني بالضرورة أن آدم كان في الجنة التي أعدها الله للمتقين يوم القيامة, وإنما جائز أن تكون الجنة في الأرض نفسها والتي قال الله عنها منذ البداية أنه سيجعل فيها خليفة وقال عنها أيضًا "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى"(6) وأيضًا قال "والله أنبتكم من الأرض نباتًا"(7)
أما غير ذلك من الدلائل العقلية ان ابليس استطاع أن يدخل الجنة ليوسوس لآدم بعدما طرده الله منها وحرّمها عليه من قبل حين رفض أن يسجد "قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين"(8) لذلك دخوله مرة ثانية يعني أنه اخترق امرًا إلهيّا إذا افترضنا ان آدم كان في الجنة الآخرة عندما وسوس له.
الأمر الآخر أن إبليس استطاع ان يوسوس لآدم بأمور دنيوية لاتليق بمن سكن الجنة, فمن يدخل الجنة لن يكون لديه احتياجات مثل البحث عن المال والخلود, بينما آدم أكل من الشجرة لأنه صدّق ابليس في البحث عن العمر المديد والمال حين قال له "هل أدلّك على شجرة الخُلد ومُلكٍ لايبلى"(9) وأيضًا قول ابليس لهما "مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين"(10)
رغم ذلك تبقى مسألة جنة آدم محطّاً للخلاف والنقاش بين العلماء.. والله تعالى اعلم
________________________
(1) سورة البقرة آية 38
(2) سورة البقرة آية 61
(3) سورة هود آية 48
(4) كتاب قصص الانبياء
(5) سورة الكهف آية 35
(6) سورة طه آية 55
(7) سورة نوح آية 17
(8) سورة الأعراف آية 13
(9) سورة طه آية 120
(10) سورة الأعراف آية 20
المراجع:
كتاب أٌقومُ قيلا - سلطان الموسى
كتاب قصص الأنبياء - أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي
تعليقات
إرسال تعليق